728x90
خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

تأملات شتوية

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
بلال حسن التل

الاجواء الشتوية غالباً ما تعطي للمرء فرصة للتأمل، وأول ما يلفت نظر لمتامل من جيلي، هو التغير الذي طرأ على سلوك الأردنيين في مواجهة الأمطار والثلوج، فقد صار هطول أحدهما أو كليهما ذريعة لشرائح متنامية من الأردنيين للتملص من التزاماتهم، واولها الذهاب للعمل، ومن تحصيل الحاصل عدم الذهاب للمدارس والجامعات، بل وشل الحياة العامة بصورة شبه كلية.

هذا السلوك لم تكن تعرفه الأجيال السابقة من الأردنيين، فقد كان الذهاب الى المدارس تحت «زخ» المطر أمرا عاديا، وغالبا ما كان هذا الذهاب يتم سيرا على الاقدام، وعلى شوارع أقل جودة بكثير من شوارع هذه الأيام، التي يذهب بها معظم الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم بوسائط نقل مريحة تسير على شوارع أكثر جودة من شوارع ايام زمان.

هذا التغير في السلوك لدى هذه الشرائح، هو تجسيد لتغير ثقافي طرأ على مجتمعنا، فقد تمددت ثقافة الدعة والكسل، على حساب ثقافة الجد والعمل المنتج، وقبل ذلك على حساب ثقافة الاحساس بالواجب والمسؤولية، حيث تمددت ثقافة اللامبالاة في معظم مفاصل مجتمعنا، فصرنا نعاني منها جميعا، في معظم مفاصل حياتنا، فعند مراجعتنا لدوائر الرسمية، حيث المماطلة القاتلة التي تجعل إنجاز معاملة يستغرق أياما، مع أنه في الحقيقه لا يحتاج الا لوقت قصير، لو تواجد الموظف المعني بمكتبه، أو أنه كلف خاطره وافهم المراجع ماهي الوثائق والأوراق التي لا ?حتاج إليها معاملته قبل استلامها منه، وقبل أن يطلب إليه مراجعته في يوم اخر، لا لسبب إلا لغياب المساءلة عن هذا الموظف الامبالي، وليس حال شركات الخدمات، ومؤسسات القطاعين الأهلي والخاص أفضل من ذلك لأن العاملين فيها هم من نتاج نفس الثقافة، وبالرغم من اننا جميعا نشكو من هذا السلوك، لكن غاليتنا تمارسه بمن فيهم اولئك الذين يشكون منه.

ثقافة اللامبالاة التي انتشرت في مجتمعنا، غذت ثقافة سلبية أخرى هي ثقافة الواسطة، فبسبب إحساس غالبيتنا بأن معاملته أو حاجته لن تسير تلقائيا، صار تفكيرنا ينصرف إلى إيجاد واسطة للوصول إلى ما نريده، وتفشي الواسطة في مجتمعنا، هو مدخل من مداخل احساس الكثيرين بغياب العدالة. جميعنا شركاء في صناعة هذا الغياب عندما استسلمنا لثقافة الكسل واللامبالاة وعدم الانتاج.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF